بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

امينة عبد الله / ملف مهم


امينة عبد الله


جبروت
خوفك من أفكار بتتولد جواك
خلاك موظف درجة 7
قاعد ف أرشيف اللى فات
تجمع دوسيهات أحلام المراهقة
ومراجعة الأفكار
مش قادر توجد عوامل مشتركة
لإمكانية الفهرسة
ولا تجمع براءة دموع الأغانى
براحة إيدك ف إيدى
خوفك من نظرة حراموغلمان افكارك وحلاوة جنة مفترضة

الدوسيهات وقعت ع الارض
لم قلبك م الطريق


قراءة فى ديوان الوان رغاوى البيرة الساقعة لأمينة عبد الله


آدى الصورة اللى طلعت معايا
قراءة فى ديوان الوان رغاوى البيرة الساقعة( بازل ) للشاعرة أمينة عبد الله
رؤية : صالح الغازي
اختارت الشاعرة البازل عشان تدينا حريه نكون صوره على كيفنا بعد ترتيب 99 نص ،
وفى الاهداء جمعت بين مشاركة الجميع والخصوصيه ” اليكم جميعا ..اليك وحدك” وكم الافكار اللى بتاخدنا من اول الغلاف لغاية الدخول فى النصوص بتأكد ان فيه روح مجتهده والرؤى فيها تمرد و خروج عن المألوف والدخول فى سياق متفرد واحسن حاجه نعملها اننا نجنهد معاها فى تجميع اكبر قدر من قطع البازل .
1-انت وانا .. وكل واحد مننا شايفها كده.
بتتكلم الشاعرة عن واقع اختراق الحب واجتياحه للانسان وممكن يكون ده تبريرللى بيحصل من معاناه فبتقول ” الحب /كائن متكامل /مش محتاج ورثة /ولا اذن /دخول ”
وبروعة الوصف الشفيف تصور لنا عن هجر الحبيبه ورؤيه ساخره للفقد لما اتبخرت الحبيبه وبقى هو فى مكانه عايش ع الذكري..” الشمس / لما صحتك م النوم/ كات حبيبتك اتبخرت من/ خرم باب قلبك/وفضلت بحار عجوز/ وسيجارة ف جنب بقك/ خيط مزيكا ف جرحك.”
وبنفس تفكير البازل والرغبة فى مشاركة الاخر وترك له حرية الحسم التى قد تكون ابداعيه اكثر منها سلبيه تقول ” سبت آخر / حتة بازل ف العلاقة / تكتبها/ بايديك.”
وعن الشعور بالكتابه فهى للنشوة الاحساس اللى بيحس بيه كل مبدع ، وبمجرد الانتهاء منه بتفكر فى المشاركة فما بتلاقيش غير الصوره / الذكري وتتكلم عن رؤيتها للحب فهو المشاركه للكتابه ومنح الشفقه والحنيه والقوه ..لكن الموضوع بيفضل خيال ووحده ” أقولها شعرى اللى ما بيعجبنيش غالبا/ أستنى منها شفقة الأمهات/ حنية المحبين/ اوانصاف الأقوياء/لكن بتفضل/ الرغبة الملحة/ و أفضل وحيدة مع صورة/ما بتردش !”
كمان الحبيب هو السوبر مان ” مستنياك/ وانا عيل مصدق ان ابوه ربنا/مطالب بتحقيق/ احتياجاته .”
وفى تصور عن الحياة بدون الحب باستخدام العكاز/ الحب كأداه لبيان اهميته وصعوبة المشى فى الحياه من غيره وصعوبة الحياه على مجرد ذكريات و المجاهده للحياه بدونه “ما كانش/ عندى ثقة/ انى ح أقدر أكمل الحياة من غير عكاز ،/ كنت باساعدك / تصدق نفس الفكرتظهر طيف حنون ف كتابتى/ تشاركنى تفاصيلى ..ملامحى/ ف لحظة جرءة منى/ غامرت ../ نجحت/ انى أبقى لوحدى / من غير عكاز/ اسمه بحبك .”
لكن الموضوع بيتضح فيه حجم المعاناه بتصوير وتجسيد عالى للحاله يبقى الحب هو الحمل “نفسى/ تحس البالونة ، وهى مليانة مية / قد ايه تقيلة ؟ / متألمة من حملها المستمر”
عن مشاعر متناقضه للاحتياج عند الوقوع فى فخ الذكريات لان الحب بين الرجل والمرأة هو الحاله الوحيده اللى بتكون فيها الذكري مؤلمه ” لما أحتاج أضمك / بكل قوة / ح أبعدك ”
وبتقدر الشاعره تفلسف العلاقه بين الرجل والانثى، دليل على وعى بالكتابه فالموضوع مش مجرد سرد تفاصيل ”
العلاقة / تبتدى أنا و انت /تستمر / انت وأنا /تنتهى / انت وانت /و كل واحد مننا شايفها / كده ! ”
وعن التفكير فى الذكري بطريقة البوح نلاقى ان فيه اقرار ان العلاقه م الاول مش عاديه وتتناول الشاعره التفاصيل بحميمية القرب “ان أجمل حاجة ف علاقتنا/ انها مش عادية/ انك مضطر طول الوقت تدارى بصة عينك ،/ و احمرار وشك لما أبوسك قدام الناس”
واستكمالا للحميميه فى الدخول والخروج من / الى حالة تذكر الحب “مع انى انفه جدا /لكنى بأخد اللبانة من بقك ”
وعن السخرية من مشاعر الحب لانه بقى ذكري مؤلمه وبقى بيخنق : “ممكن الكلام عن الحب يخنق ؟ /ينفع أعتبر كلمة بحبك زى الجنيه ، /يبهت من كتر الاستخدام ؟/مش ح أبطل أقولك / بحبك ”
و عن حدة الانفصال والتفاهم بشياكة على انتهاء العلاقه كأنه اختيار “بمنتهى الحياد / ح نخرج من بعض/ خروج النهار / بسكينة حامية/ مابتجرحش الليل .”
وعن افتقاد الحب بالمقارنه “ماشى /بضهرك باستمرار / ولما تخبط ف عربية فيها اتنين بيحبو بعض /تبكى بجد / من وجع الخبطة ؟ / ، ولا من فكرة / اتنين بيحبو بعض ؟! ”
وعن فلسفة العلاقة بتصيغها بكلمات بسيطه محكمة ونلاحظ ان المجهود الأكبر منها عند الطلوع “باطلعك/ حلم حلم/نخبط ف نقطة تلاقى/ نفترق بعدها / فى/ اتجاهين” والطلوع امتداد للصورة البصريه فى الديوان اللى اتنوعت فيه مفردات الحركة المختلفة .
2- ليه بابص فى صورتك؟
و وقع الذكريات والحياة فى الوحده “لو ليك ذاكرة فولازية/ ما بتنساش حاجه ,/ وعندها قدرة على تربيط الاشياء ببعضها/دا مش معناه انك سعيد/ معناه انك ح تفضل / تجر قطر من الذكريات/ و تعرف حقيقة / وجع الذاكرة .”
وعن قسوة الذكري وصورته اللى مش راضيه تروح من الخيال وبتفضل زي قطعة بازل مؤلمة “هو انا / ليه بابص ف صورتك/ اتخيل انها سمعانى/ وبتضحك/ لما اتجنن ف حبك /تخاصمنى ” ونلاحظ هنا العلاقه مع الصورة والانفصال عن الواقع وعمل علاقه خاصة بالصورة دليل على الاحتياج “لما بازعق ف الشارع/تدير عينها منى/ لما اتنرفز , واركب تاكسى فجاة/تعيط معايا/ لما اتالم من تصرفاتى اللى بجد .” وبتفصيله تشعرنا بجو الحالة عن رد فعلها بعد عصبيتها “واركب تاكسى فجأة ” فالصورة تبادلها الشعور وتهدئها !
وعن خطورة الذكري اللى بتطاردها حتى فى الاحلام “أخر الأحلام /أقوم مفزوعة من ضغطة ايديك على رقبتى / و صوابعك الزرقا عليها / استسلم لفكرة الكوابيس /و الأسئلة اللى من غير أجوبة. ”
لكن الذكريات مش دايما محزنه انما ممكن تبقى عالم بديل “صنعت / عالم بديل/ بالذكريات/ عملت زينة رمضان ف قلبى من ورق الشيكولاته ,/ و جوازات السفر/ بتذاكر الاوتوبيس./ما تضحكوش/ كل واحد حر ف ذكرياته اللى يخترعها . ./ و يصدقها . ./ يكبرها شجر يضلل عليه ,/ او يسبها عيل صغير ف حجره/ تضحكه/ وتاخده م الاحزان .”
وواضح م التفاصيل صنع عالم بمزاج رائق فالذكريات من ورق الشيكولاته والجوازات وتشبيها انها زينه فى القلب علاوه على انها تأثر بالفلكلور الرمضانى بتبين بهجة النوع ده من الذكري لانها بتاخد م الاحزان .
وعن احتياج مساحة من الحرية “نفسك مرة . . ؟ / تمسك قلم عريض , / تكتب ع الحيطة اللى نفسك فيه / من غير ما تعمل حساب للبوية .. .. ؟” وبتقول عن الشعور بالوحده ” و على استحياء كتبت اسمى /على جنب وتحتيه / توقيع وحيد ! ”
وعن رفض حالة الوحده “مش عايزه الجنة / لوحدى .”وعن الوعى والقلق منه ” الموت بيعمل الكادر /ده للمرة الكام ، / و ما بقتش أروح حفلات تأبين و أجمع نعى / معارفى من الأهرام /بأكتفى / بالموتة الصغرى / يمكن ألحقهم قبل الكلاكيت الجاى . ”
وتفصيل الوحده زي للعروسه اللعبة اللى مستنيه الدور للخروج من الصندوق “اللعبة الأقوى/ بتستنى لأخر دور/ تعيط جدا بامانة/ انها/ قعدت لأخر وقت/وحيدة جوا الصندوق ”
أما نموذج عم سعيد اللى الزمن مر به واتفاجئ انه لوحده وانه ما حققش حاجه ف حياته” الحقيقة / عيد ميلاده ال 40 كان / لوحده . ”
وعن صدمة انسحاب الحبيب الحاد والاصرار على الغياب فى حين ان الاخر كان فاكر انه زي ضله وعامل حساب ان ح يبقى فيه صحوبيه “بعد / أما اتخاصمنا/ قعد ينتقم من الأيام اللى حبنى فيها بجد/انسحب /من الصحوبية بعدوانية جدا ”
3- الحاجات ف السكر زى ما أنامحتاجاها بالضبط
بتفاصيل الخمرة والمزه تظهر تناقضات الانا والانا الاخر ” انا بياكل حوادق/ مع الخمرة/باحب الخمرة/ انا لازم يكسرها بحاجة تخليها طيف”
و بتأمل رغاوي البيره قطعة البازل الملهمه للشاعرة نلاقى عمق المعانى ان دايما فيه حاجه على حساب حاجه من طريقة الصب فالحركة عنصر مهم فى تفاصيل الديوان ” لو صبيت ببطء / اختفت الرغاوى / لو صبيت بسرعة /الرغاوى تسرق منك نص البيرة/ ف الحالة دى / ألاقى نفسى مضطرة / للأخذ بنظرية التأنى” ..وباستخدام لفظ فلات اللى بيعبر عن الغش فى البيره تستعير اللفظ لوشوش الناس
“الناس بيوت / أبوابها مقفولة / بابتسامات محايدة,/ ووشوش فلات” لكن وشوشهم الفلات ما بينفيش حبها لهم .
وتحكى عن واحد من شخوص العالم ده “عم محمد احد علامات بار الوطنية ” وتعيد تشكيل مفرداته بطابع انسانى ( القطط /الونس ، الفيران / الهموم ،الناس / انواع الخمور والمذات )
“يجمع عشاقه القطط/ بأساميهم/ ياكلوا فيران القلق اللى ف صدر الحضور كله/كل عشيقة/ ليها اسم..نوع معين من السمك/ ويوم ف الاسبوع الكل يشرب مشروبها المفضل”
وبتستخدم التفاصيل بحميمية وتجسيد للحالة مع طقس السكر “رغاوى البيرة الساقعة، /و عرق الكباية /بيردوا عليا / سخنية جوفى ../ يقلبوا مواضيع /متعتقة بالألم .” ولفظ متعتقه بالالم بيتوافق مع صعوبة الذكريات وعمق الجرح .
اما عن تخيلها بالاحتياج لرومانسية برصدها حالة ذهق “بيتهيء لى / اننا زهقنا م العنف ، / الخمرة ، / الكمبيوتر … . / و الفساد … بيتهيء لى / اننا محتاجين شوية / رومانسية ” فالعنف والفساد لهم الرفض المبرر انما الجديد هو الكمبيوتر والخمره .فقد يكون المبرر للذهق من الكمبيوتر لانه بيضيع الوقت وياكل المخ ومن الخمر لانها تغييب للعقل والوعى وانفصال عن الواقع .
وده ينقلنا لفلسفة السكر نفسها “بأسكر فعلا م الخمرة/ ولا بألغى الناس باختيارى /
و أتكلم على راحتى ؟! / بأسكر / أشوف العالم من غير خبرة سابقة / أو صورة باحلم بيها /أحس الحاجات ف السكر / زى ما أنامحتاجاها بالضبط” فالشاعره تستخدم السكر كمفردة اساسية لبيان عمق انفصالها عن الواقع ..
وعن (السفنجه /البارمان ) اللى بيمتص انفعالات كل اصناف الناس كأنه دكتور فبتقول: ” اتفقت أنا والسفنجة ع الزبون /أمتص انفعالاته ، / اسمع قصصه ، / و أطاوع خيالاته . /أمسح دمع عينيه /أنشف رجليه / لما يرجع كل مشاعره ف كوباية ./ 20 سنة وأنا قاعد اتفرج / أجمع حواديت / الضم حكايات / السياسيين و القادة / المحامين والشعرا /كل يوم الصبح أعصر السفنجة اللى ف ودانى / و أضغط ع التانية اللى ف قلبى ” وعصر السفنجة اللى فى الودان كأنها بتفضيها استعداد ليوم جديد من البوح اما عصر اللى فى القلب عشان تحميه من التعبية ويفضل صافى ويستحمل.
وبطرح الشاعره السكر على انه اختبار لحيوية روح الانسان فالقلوب العاميه ما بتحبش الرقص وما بتستجيبش له كذلك بتقفلها الخمره لان السكر بيخلى الانسان على كيفه فلو اتقفل قلبه يبقى ميت “القلوب العامية / بس / تسنكرها الخمرة،/ ويموتها الرقص. ”
واستيعاب الاخر فى وقت السكر هو دال على التفاعل والاحتواء لحظة حرية ورمز لاستيعاب الاحلام “بس بأكدلك/ لما كل جسمى ينز خمرة نسيان/ ح تطلع عرقك/وكل ما اسمع ” كيفك انت “/ ح أكون باستناك/وأنا/ مستوعبة سكرك/ للأخر” وفى السطور البسيطه دى بتربط الشاعرة الخمر بالنسيان وبالذكريات وبقدرتها على الانتظار والاستيعاب …فالسكر / الغياب هو جزء من تجربة الحب .
وكذلك فان الخمور هو دال على المكان ” لما القى كنزاية بيرة فاضية/ او خمسينة فن/اعرف انك هنا”
وبشكل ساخر بتبين الهروب واللجوء للسكر كبديل عن الفراغ العاطفى
“ايه رأيك/ ف فكرة الهروب من حالة عاطفية جدا/بشرب الخمرة لغاية الدهولة/ وانت متدهول/ و بتسمع “سومة ” قلبك يوجعك/ تبعت message وتصرخ/ بحبك”
4- المناديل الورق مافيهاش كتابه ع الحرف
وعن ضياع القيمه فى عصر التيك اواي حتى فى المناديل ” المناديل الورق/ عامية/ ماعندهاش شفقه/ بتمسح كل الحاجات/ بنفس الحياد/المناديل الورق/ ما تنفعش ذكرى ../ ما فيهاش كتابة ع الحرف/عليها/كل غباوة التكنولوجيا”
وعن تفاهة المناديل الورق والاستغناء عنها فى اقرب فرصه لو كان فيه منطق للاستغناء “المكان/غريب من غير ميتين يدفنوا فيه/وعشان كده/ دفنت مناديلنا الورق”
وتفصيلةالمناديل الورق مش نفس المناديل العاديه اللى بتستعمل رمز للفراق او بيتكتب عليها زي ما بتقول مثلا ” كتبت على المنديل/ حاجاتك المفضله” فالمناديل الورق هنا قطعة بازل لعدم الاهتمام او الحياد او انعدام القيمه “منديلك الورق/ما مسحش دموعى/منديلك/ جرح عينى .” فالمنديل هو اشاره على انه لم يستطيع احتوائها كوسيله للوم .
والمنديل الورق نلاقيه مالوش لازمه ما بيمسحش بيزود الدموع “من سخنية دموعى/ داب جلدى/ حفر ممر/ وكل ما امسح بنفس المنديل الورق/ يوسع الممر/ يبقى شارع ف وسط البلد ”
5-تفاصيل انسانية
وفى الدخول بجرأة الى تفاصيل انسانية كنوع من توازن قطع البازل فى صورة الديوان فمثلا عن الحلاقه “و تبدأ معاناة الحلاقة اللى بجد ./لما بيتقدم سن البنى أدم / بتلاقى الستات العواجيز عندهم شعر أبيض ف دقنهم ، / و الرجاله الكبار يستعملوا ملقاط الستات العواجيز /للشعر المنتور ف الحواجب والودان/ونلاقى النوع الفاضل/واحد/إنسان”
وعن تفاصيل المشاعر الانثوية ” معرفة الجسم / صعبة / البنات/ ما بتقدرش تنسى / صدمة ظهور الشعر ف الجسم على اعتبار انه حدث رجالى”
وللاستغراب بمرور الوقت وكبر السن “ازاى / ما لاحظتش/ ان مقاسى ف اللبس اتبدل ؟ / انا بأصغر / ولا هدومى بتكبر ؟ /ازاى / ان الجزمة مقاسها اتغير ؟ /هو أنا ايه بأكبر ؟! ”
وعن خصوصيتها مع التفاصيل الشخصية “مين حكم / بان الحاجات / ما بتحسش ؟/ دا أنا ساعتى / لو حد غيرى لبسها / ما بتمشيش . ”
وعن الكشف عنالاسرار و طبيعة التصرفات وكمفتاح للدخول لعالم بتفاصيله “كان محدد لى/ ميعاد ثابت يقابلنى فيه / كل أسبوع زى البنات / اللى بتزوغ من درس الكميا ”
وعن الايحاء بدون تصريح عن الانتحار لقسوته ” طلع ما نزلش تانى/ فضلت طراطيف صوابعه معلمه ع التراب /للى ف البلكونه” ..
وعن الشعور بالحمول التقيله بتفاصيل المدينه اللى بتبين عمق الافكار وعمومية التأثير ” وشى شال كل تفاصيل المدينة/البارات/ العمارات/ الراديوهات الخشب اللى بتجيب محطة واحده/ملامحى/ بقت مدينة قديمة”
6- مهم قوى .. وانت ماشى ف الشارع .. تبقى عارف حجم جسمك
بمنطق تكوين رؤية للحياة وعمل تفاعل مع الاخر بتستعمل الشاعرة الحكمة فى اغلب قصايد الديوان وده طبعا فارق مهم بيخرج القصيده من الكلام العادى وبيدى تقل لروح الشعر اما البوح فهو تواصل انسانى وهو قطعة بازل بتتماس مع كتابة الشعر نفسه وقطعة بتتماس مع بوح السكر فمثلا عن معرفة الذات “مهم قوى / وانت ماشى ف الشارع / تبقى عارف حجم جسمك / والمساحة اللى / ح يشغلها لوحده / أو/ وهو معاه حد “وعن تكوين رؤية الحرص والثبات ” باخد / م الألم / صلابته / يمكن /ع الأقل أفضل/ على نفس درجة السلم / اللى قبل البدروم .”
وفى لهجة البوح الحميمية ومخاطبة الذات بنوع من الاعتراف والود” طول الوقت
بتحاول/ تشترى البهجة واللمة/ بضعف التمن / ومع كدة/ جرحت كل اللى قرب منك/ وبكيت لوحدك /على بهجتك”
وبطريقه نافذه تصيغ رؤيه الحياة والموت “الموت/ حياة شكلها مختلف/ بيختلف فيها شكل وجودك/ عند اللى بيحبوك/ بتتحول لريحة،/ لون مفضل،/ مكان ، أو حتى أكلة مرتبطة بيك/اتقبلت / شكل وجودك الجديد”
7-استدعتهم يشاركوها الطقس
استعانت الشاعره بسطور واشعار لاخرين بالتناص او الاقتباس وخرجت بده من احادية الرؤية والتفاصيل الذاتية فى اطار الحفاظ على مساحة مناسبة مع الرؤي العامة .
فمثلا استعانت بكلمات محمد منير لاغنية ” ربك لما يريد..” وهى تفصيلة من طقس الاحتياج عند جيل كامل من الشباب
وتماست مع احالات دينية زي “هيت لك” وقصة سيدنا يوسف و معرفة المكتوب ” طفت سدرة المنتهى ” ولتعدد التأويلات ” الفتنه الكبري” واشارة اسطورية لسيزيف للا جدوي” رميت الصخرة من فوق كتافى ”
وبوضع الاحالات دى جنب بعض على طريقة البازل واختصارهاعلى طريقة الحكمة نلاقيها لما شافت لمكتوب رمت اللى كان بيحسسها باليأس وانفتحت قدامها سكك الحيرة .
وفى رؤيتها ان الدم هو الشئ الوحيد اللى بيخصها بالكامل استدعت عبارة الشاعرمجدى الجابري ” دمى ماهوش ضدى ، ومش معايا ” كصوت مقابل لنظرية حياد الدم .
وفى وسط الشعور بالوحدة والاغتراب تستعين كذلك بصوت الامل للشاعر أمل دنقل ” ربما ننفق العمر كى نثقب ثغرة ”
كذلك تستعين بابيات من الشعر الصوفى الذى يمثل فكرة الفناء فى الاخر ونسيان اللحظة والقدرة الكبيرة على التعبير عن الوله ” الهى ليس للعشاق ذنب … “و ” عصيت الناس فى محبتك….”
8 – تعبيرات وسطور خاصة بالشاعرة
للشاعرة تعبيرات موحية ساعات تستعمل الفاظ شعبيه/ شبابية وتدخلها بسلاسة للقصيدة وساعات تركيبة جمله بسيطه خاصة بها زي هروب بياعة المناديل من الوحده ” اتزنقت فى الزحمة تتدفا ” وتعبير ” ذكاة السعادة ” عن واجب اسعاد الاخرين.وعن تعبيراتها الخاصة اللى بتأكد التمسك بالحب والحميمية ” لما كل جسمى ينز خمرة نسيان / ح تطلع عرقك “وعن الألفة “عرق حبيبى يا ريحة الشتا ” ومن تعبيراتها الطازجه ” بادور على الونسة فى عرقك اللى بتسيبه ع المخده ” و” نفسك عصفور يلقط الحب من قلبى الموارب “وعن الشخص المخادع ” كل حاجه ماشيه عندك فى السليم بالمسطره” وعن سوء الفهم ” حاجات ملمسه معانا ” وعن الايحاء بالدفا ” اتخيل الشارع لحاف ” وعن الهرب من الاحزان ” وكأنى لما أجري ح أنفد بجلدى ويفضل الألم مكان لقانا ”
وعن قياس مختلف للمسافة والصبر على طولها ” اتعلمت صبر قياس المسافات / من رسايل الموبايل ” ….الخ
والسمات العامة لديوان الوان رغاوى البيرة الساقعة
أولا من ناحية الشكل
1 – جذب الاخر القارئ والاهتمام بمشاركته وتركه تكوين رؤيته الخاصة فوضع على الديوان كلمة البازل وعدم عنونة القصايد فيه مداعبة لخيال القارئ وعد م ترقيم الصفحات فكرة جديده.
2- تميزت بتعبيرات وسطور شعرية تخصها ، ومن سمات طريقتها فى تدوين العامية الشفاهيه الحياديه … فى النفى” الشين او مش ” واستخدام للوصل”اللى ”
واستعملت النون الاسكندرانيه فى قصيده واحده ” بنخاف وبنجهد”..وبعض الكلمات اختصرت فيها بعض الحروف كطبيعة النطق الشفاهى زي” نص ” و ” كات ” واستعملت بكثرة اداة الاشارة ” دى ” دليل على دقة المشهد ورغبتها المستمرة اننا ندخل معاها ونشوف التفاصيل . واستعملت الفاظ انجليزى زى ” message” و”فلات ”
3- يوجد رؤيه عامه وحاله عامه وشخوص واضحة
4-الاستعانه بمقولات واغانى لاخرين كنوع من التحاور الثقافى .
ثانيا: من ناحية المضامين والموضوع
تناولت الشاعرة عدة مضامين وافكار فى الديوان ابرزها
1- الحب والاحتياج وتقييم دائم للتجربة .
2- العزلة والوحدة وقسوة الذكريات .
3- مفردات السكر .
4- المناديل الورقية .
5- الاهتمام بالتفاصيل والتقارب بين العام والخاص .
6- الميل للجرأة والبوح وتكوين رؤي عن الحياة .
********
وعموما فالخطاب شعري تأملى بالبوح والصوره اللى مليانه بالتفاصيل مع خلفية قزايز البيره وعلاقة الحب المنتهيه والطريق للبار اللى مليان بالكانز وعم سليمان والبارمان وايمان بياعة المناديل وأحوال مختلفة من الحلم والذكري والاشتياق والرفض ومحاولة مجتهده لفلسفة الحياة بين الرجل بشخصيته الغامضه !والست اللى سايبه نفسها زى ريشه . و الشاعرة طول الوقت عندها قدرة الخروج من الذاتيه على مستويات مختلفة
*عنوان الديوان واغلب موضوعاته عن السكر راحت له الشاعرة على طريقة صدمة لخيال المجتمع وفضح المسكوت عنه لكن رؤيته الاساسيه فى رأيي هى التأمل والتمرد والرغبه فى البوح .
* تصميم الغلاف متسق ومتماشى مع فكرة الكتاب صمم الغلاف الفنان ماهر شريف وفيه تميز ورؤيه مكمله لمشروع الديوان .
وتمنياتى للشاعرة بالابداع الدائم.
الدمام أغسطس 2009
صالح الغازي
شاعر مصري
salehelghazy@hotmail.com
نشرت فى كتاب مؤتمر العامية كنز الابداع

الجمعة، 13 أبريل 2012

كل الحاجات



كل الحاجات

بتمشى جوايا بالعكس

إلا انت .

بتدخل

جوايا زى ريحة مصحبانى من زمان ،

باحس لمستك

بنفس البكارة

وأفضل مبهورة بقدرتك

ع التواجد المستمر

كعطر مميز

وأفضل مأخوذة بقدرتي

على استحضار لفتاتك الخاصة

وربط ذكريات ما كنتش طرف فيها

بحلم يخصك أكيد .

بأكد لك

إني ماقدرتش

أفلت من سطوتك بسهولة

وإنه ماكنش سهل التفتيش على أحزانى

أو وضعي ف مختبر للتحمل

وإن أجمل علامات وجودك

هي قدرتك على الاستماع

وتحليل كل الرغبات المكبوتة

وربط الظواهر بأشياء أصيلة ف النفس ،

حقيقي :

قدرت تمرر الأشياء المركبة بمرونة

وببساطة

قدرت تفك أخر مسمار

ف تركيبة روحي .

السبت، 27 ديسمبر 2008

قراءة في ديوان (ألوان رغاوي البيرة الساقعة)

وقائع الانقسام والوحدة

قراءة في ديوان (ألوان رغاوي البيرة الساقعة)

للشاعرة "أمينة عبد الله"

صالح أحمد

يأتي ديوان أمينة عبد الله ضمن نشاط من شباب المبدعين بالإسكندرية ،عانوا التعتيم كون مدينتهم إقليما محروما من حركة العاصمة المركزي في النشر والإعلام، رغم معرفة الجميع أن الإسكندرية بتاريخها وموقعها الجغرافي لا تشبه إقليما ثقافيا آخر. كتابٌ ينتجون أدبا غير معنيّ بجماليات السائد والمستقر الجالب للتصفيق في الندوات ،محبطون من شروط المؤسسة المشهرة في وجه كل إبداع جديد.

بعد جيل الستينات (فؤاد حداد -صلاح جاهين –فؤاد قاعود-الأبنودي-سيد حجاب)الذي اشتق قصيدة تفعيلة العامية مميزا إياها عن موروث الزجل والأغنية والموال الشعبي، كانت النقلة الثانية على يد جيل الثمانينات (مجدي الجابري-مسعود شومان –يسري حسان وآخرين) الذي استجاب في لحظة تاريخية مغايرة لحساسية جمالية مختلفة ،فاجترح قصيدة نثر العامية، معتبرين شاعر العامية مبدعا اختار أن يكتب باللهجة المنطوقة كما اختار واحد آخر أن يكتب باللغة العربية الفصحى، رافضين التقيد بهموم رجل الشارع وشكواه الاجتماعية، غير راضين عن قالب إيقاعي صبغ قصيدة التفعيلة بغنائية أصبحت زائدة عن الحاجة ،وجعل القصيدة تـُنتـَج عبر تمثل النموذج ومن ثم تكراره. ثم كان على جيل التسعينات، من ضمنهم كاتبة الديوان ،أن يصل بقصيدة النثر إلى ملامح مغايرة، تمثل للظرف السوسيوتاريخي والذاتي الذي يعيشونه.

أول ما يلفت في ديوان "رغاوي البيرة" نزعة التجريب التي تشمله ابتداء من الغلاف. تسعة وتسعون نصا ،بلا عناوين، يغلب عليهم التكثيف والاقتصاد الشديد في الأداة اللغوية ،تم إدراجهم تحت إشارة (بازل) الموجودة في عنوان الديوان.والنصوص مكتوبة في صفحات لا أرقام لها. تركت الكاتبة مسألة ترتيبهم للقارئ في تنويه يرد في الصفحة الأولى: (هذه النصوص غير خاضعة لترتيب ما،وعلى القارئ ترتيبها كما يري).

يهدف هذا التجريب إلى إعطاء شخصية للديوان كوحدة مغايرة مميزة. وكما أن لعبة البازل Puzzle تدفع إلى تجميع القطع الصغيرة بحيث تشكل في النهاية صورة واحدة كلية ، فنحن كقراء مدعوّون إلى عمل هذا.

مع المضي في قراءة النصوص سيلاحظ القارئ أن أي نص يندرج تحت واحد من محاور ثلاثة: كتابة تقوم فيها النفس بتأمل أمر يخصها، أو كتابة مكرسة لتجربة الحب، أو رصد لشخصيات من المجتمع المحيط بالكاتبة.

رغم كثرة المظاهر الدلالية واختلاف طريقة تناولها، إلا انه يمكن إرجاعها بسهولة إلى مسألة انكسار الوحدة بين الفرد والمجتمع، التي هي - في حالة هذا الديوان- نتيجة لتحصيل وعي من قبل الكاتبة، وعي راديكاليّ، لا يتلقى ما يدعى "ثوابت المجتمع" بسلبية مستكينة، بل هو دائم التساؤل والتشكك في صحتها ومدى احترامها لآدمية الإنسان. كذلك يضع هذا الوعي تحت دائرة النظر والمساءلة منظومة التقاليد والعادات، وغيبيات تستجلب الطمأنينة الزائفة.

(ملايكه أطلعوني ع السر/ قبل ميعاده/ طفت سدرة المنتهي/ انتظارا/ لحد ما عرفت الحاجات قبل/ ما تحصل./ بخبث ../رميت الصخرة من فوق كتافي/ وفتحت لهم باب للفتنة الكبرى.)

بعد اطلاعها على ما بات سرا فقط لأن المجتمع اتفق ضمنا على إخفائه، ومكابدة تجربة المعرفة الصعبة ،حدث أنها استشرفت الآتي، بمقتضى معرفتها لما قد كان (الماضي /التاريخ) وما تعيشه (الحاضر الراهن).وقد نتج عن ذلك أنها أوقفت ممارسة العبث(ما درج عليه الناس) المرموز إليه بصخرة سيزيف، وأعملت الكشف والافتضاح على حقيقة ما يحدث تعزيزا للتناقض المصيري بين مفاهيم متوهمة والحقائق على الأرض.

وإيجابية هذه النتيجة ستضفي المصداقية على مفارقة ( طوفان/ لأ ماخدنيش ف سكته/ بالعكس غسلني /أستقبل/ دنيا جديدة) عالم جديد منظور إليه بدون إيديولوجيا متسلطة، ولا تصور مسبق موروث. ولسوف تكسبها التجربة ثقة في أحقية أفكارها ،حيث تعارض التعبير الشائع "بنات أفكاري" :( أفكاري /بني آدمين بجد/ مش بنات ليل)

ثم تصير تجربة الوعي هذه إلى نقطة مفصلية ،تفضي إلى انقسام الذات (ما استحملتش فكرة إنها أسد/ يقدر يعيش من غير قطيع./ تبني نفسها بشكل أسطوري/ هربت من بيت كله/ ذكريات مشتركة/ جدت أحداث /بمرور الوقت/ اتحولت لذكريات مشتركة/ سابت روحها ترعاه،/ وهربت)

ولعل من المفيد أن نعرض إلى اللحظة الناريخية التي بدأ منها هذا الانقسام الذاتي، يكتب "يانكو لافرين" :( يبدو أن الانقسام الذاتي الداخلي أصبح أمرا لا مفر منه بالنسبة للإنسان الحديث المتقدم. والواقع أن أسباب هذه الظاهرة عميقة وبعيدة ،فهي ترجع إلى عصر النهضة ،ذلك أنه بفضل روح النهضة تجاسر الإنسان الأوروبي على إعلان ذاته معيارا لكل القيم. ولكن لم تكد تذهب به النشوة الأولى لتلك الحرية حتى وجد فراغا يحيط به .وأصبح عقله المستقل المتسائل متشككا وأخذ يحطم تدريجيا جميع تلك الروابط التي كانت تربطه بالكون وبباقي الإنسانية من قبل ، وأخذ يحلل كل شيء حتى رأى في النهاية أن حريته لم تجلب له سوى العزلة واليأس وفوضى من المتناقضات .ولقد كان "هاملت" بكل جوانبه نتاجا منطقيا لعقلية عصر النهضة ،كما يعد في الوقت نفسه النموذج الأصيل للإنسان الحديث المنقسم على ذاته )( الرومانتيكية و الواقعية - هيئة الكتاب 1995)

حقيقة، ستختلف مسألة الانقسام عند كاتب من تسعينات القرن العشرين عن ما ذكره "لافرين" في بعض التفاصيل.بحكم اختلاف الظرف التاريخي بأبعاده ذات التأثير. لكن الواضح أن الانقسام صار ميراثا ينقله جيل من المثقفين لجيل لاحق بهم.

ولسوف تذكر الكاتبة الانقسام بطرق مختلفة أولها بطريقة مباشرة مستعرضة مرحلة التصالح مع النفس ثم افتراقهما بعد حصول الوعي (كنا صحاب /بنخاف على بعض بجد/........../انا وانا/ بنخاف من بعض/ بنجهد بعض طول الوقت/ يعني باحب الحلويات جدا/ حتى ف الشرب/انا بياكل حوادق مع الخمرة/بحب الخمرة/ انا لازم يكسرها بحاج تخليها طيف/ باحب الكتابة /انا بيشوفها تافهة طول الوقت/ باروح لحته ..أنا بيشدني/ فعمل بينا ميدان وشوارع فرعية/ مل تنفعش فيها إشارات المرور ،كل ما اروح لحته أعرفها يسحبني لحته مااعرفهاش/ لغاية ما قررت.. /اقتله )

ولا يخفى أن رغبة التوحد بالنفس سيظهر على مدار الديوان انها متعذرة تعذر المستحيل.

ومرة اخرى ستصور شطرها المختلف في هيئة الظل (بعد/ اما اتخاصمنا/ قعد ينتقم من الايام اللي حبني فيها بجد/انسحب من الصحبية بعدوانية جدا/ ضلّي../ كان عندي فيك /ثقة أكبر من كده.)

وفي واحدة من أفضل قصائد الديوان. تنتبه إلى ان دمها نصيرٌ لموقفها الاستقلالي عن المجموع ( دمي الشيء الوحيد اللي باعتقد إنه بتاعي بالكامل /مش متماس مع الناس/ ما بيخبطش فيهم وهو ماشي/ وما لوش دعوة بالعادات والتقاليد ) لكنها سرعان ما تستدرك انه ( دمي / ازاي ما بيشربهوش التراب/ أو بيتبقع بيه الكفن/ ليه ما بينشفش ف عروقي/ إزاي ف الموت بيتحول لدود بياكلني)

لتنتهي إلى الخلاصة المؤرقة ( "دمي ما هوش ضدي ومش معايا" ) .

لا يخفي ان مجتمعا –أيا كان موقعه من التقدم والتأخر- لا يرضى عن هذا الانشقاق والاستقلال ، ويحدجه بعداء بالغ. وقد يظهر ذلك العدوان على مستوى التعايش اليومي أو مستوى السلطة الرسمية. وإن كان المجتمع على قدر من الجمود والرجعية زادت حدة العدوان.

أما الانسان فإنه اجتماعيّ بطبعه ،ومدفوع إلى الي الاحساس بكونه جزءا من كيان كلي شامل. ومن هذين الأمرين يتضح أن بناء الذات المستقلة "الأسطوري" محارب من الخارج، وتتم مقاومته داخليا بشكل لا إرادي. وتلقائيا ستقوم الذات بعمل تعويض بواسطة فعاليات وممارسات تشعرها بالإندماج مع المحيط وتعيد التآم الفرد متحدا بنفسه.وسوف نأتي على ذكرها فيما بعد. والحاصل أن الذاتين (التعويضية والمستقلة) موجودتان معا ،لا تلغي إحداهما الأخرى ،غير أنهما مفصولتان دوما بفاصل زمني حيث تظهر واحدة منهما وقتا ما ثم تضمحل وتظهر الأخرى وهكذا بتتابع على مدى زمني.

وسوف نرصد كيف تعامل الكاتبة بوجهتين مختلفتين مع الموضوعات التي كثر ذكرها في الديوان.

تجربة الحب/ مشاركة الآخر

الحب هو التيمة الأكثر ورودا في الكتاب .وعندما احصيت عدد المحاور الثلاثة في مجموع النصوص البالغ تسعة وتسعين نصا، كانت تجربة الحب تمثل 42 ضمن 84 نصا هي مجموع ما يخص الأنا الكاتبة من نصوص ،وكانّ التجربة العاطفية تمثل نصف فعاليات الأنا في العالم.

( هو أنا ليه بابص ف صورتك/ اتخيل انها سمعاني/ وبتضحك/ ولما اتجنن ف حبك /تخاصمني/ لما بازعق ف الشارع /تدير عينها مني /لما اتنرفز، واركب تاكسي فجاة/ تعيك معايا/ لما اتألم من تصرفاتي إللي كلها خوف/ كأنها تعويذة إخيرة لخيالي /من الجموح أو التفكير ف الإنتحار/ بجد. )

ثمة فائض من العاطفة ،يضطرب رغبة في الإنزياح إلى موضوع خارجي. وقد مثلت تجربة الحب وحدة صغرى مع الطرف الآخر ،موضوع مشاعرها العاطفية. وقد حقق المشاركة حتى في الحلم (باتونس /بجلابيتك المتعلقة على مسمار /فوق السرير /وانام مكانك/ يمكن احلم بيك.)

أما معاناة الوحدة والانفراد من جراء الذات المستقلة فإن الكاتبة تبحث عن الائتناس، وحتى شغفها بالإثر المادي الملموس للعلاقة لكي تاتنس بذكراها.

( دايما بدور ع الونسه/ ف عرقك اللي بتسيبه ع المخدة/ او رغوة الصابونة ف حوض الوش/ علمت ايدي تتعرف على جسمك/حفظت حكايات شعر صدرك بالواحدة/ حتى لما تركن بكوعك على رجلي وتزرق/ باعتبرها /بريزة فضة /سايبهالي. )

ثم تبدأ الذات المستقلة في الإعلان عن نفسها ، بالتشكيك في مقدرة تجربة الحب على التعويض وملء الفراغ الوجودي.

(فعلا هاقدر اركن ضهري عليك ولا ديه فكره سخيفة زي المزيكا اللي/ ف جسمي)

ثم تنتبه إلى إنها إنما تبحث عن صورة مثالية متخيلة (مثال افلاطوني Form) تشبع رغبة التوحد بالنفس والعالم ،وهذه الصورة غير قابلة للتشخص في أي أحد أو التجسد في أية تجربة

(إنت حقيقة / ولا صورة باحلم بيها /واتمناها فيك ؟!)

وتكتب أيضا (لما أحتاج أضمك/ بكل قوة /ح ابعدك )

أو (مستنياك /وانا عيل مصدق إن أبوه ربنا/ مطالب بتحقيق احتياجاته )

ثم تخلص إلى إمكانية الاستمرار بدون عكاز (إعانة ..بديل..تعويض) يسمى الحب (ماكانش/ عندي ثقة/ اني حاقدر اكمل الحياة من غير عكاز، كنت باساعدك /تصدق نفس الفكرة/ تظهر طيف حنون ف كتابتي/ تشاركني تفاصيل ..ملامحي/ ف لحظة جرءة مني /غامرت.. /نجحت/ اني أبقى لوحدي/ من غير عكاز/ اسمه بحبك )

والواقع أن تجربة الحب لا تتوقف عنها ،وتظل طافية وسط صراع من شطري ذاتها. (صدقني/ مااعرفش ازاي قدرت على نفسي /دربتها /ما يكنلهاش/ ريحة تفضل عند حد./ كنت دايما../ باكذب /ف اني ما بحبش الروايح/وان / جيوبي الإنفية مليانة على آخرها /بريحتك. )

مع كثرة النصوص التي تتخذ من تجربة الحب موضوعا لها ،سيقت النصوص بفعل تراث متورم من أغاني الحب والأفلام العاطفية، إلى مبالغات من نوعية (من سخنية دموعي/ داب جلدي ..)

أو تنهي نصين بموت يمثل نهاية مبتذلة ،جلية الاصطناع (ما كنتش واخده بالها /من دموعه \دمه /وهو ما احتملش انقطار قلبها/.../ مات )

أو تقوم بعرض ميلودرامي يدغدغ العواطف ويثير الشفقة مثل ( كل ما آجي أنام/ أخاف لتكون رغبتك أصحى/ اطرح على نفسي أسئلة من عينة/ هو ده حب ولا ولع؟ /اقر بأنه تطرف ف حبك/ كل ما انام /ألاقيك ../أرجوك بطل تحبني ف الحلم . )

الكتابة

يبين د.مصطفى سويف في كتاب (الأسس النفسية للإبداع الفني) أن الدافع إلى ممارسة الفن يكمن في انكسار النحن ،حيث لا يحدث أن تندمج انا المبدع مع الهم =المجتمع المحيط. ومن هذا التوتر الناتج عن انكسار النحن يندفع الفنان إلى اكتمال ذاته. ومع افتراض علل أخرى لظاهرة الإبداع غير ما ذكر. إلا انه في ديوان "رغاوي البيرة" لأمينة عبدالله تظل لهذه النظرية قدر من الوجاهة.

مرّ بنا أنه بعد مرورالكاتبة بتجربة المعرفة وتحصيلها وعيا، أخذت تقوم بفعل كشف وافتضاح.وهذه طبيعة كتابة الذات المستقلة ،تواجه حقيقة موقفها وتفصله على الورق، مستعينة بحياد لا يوقعها في انفعالات مبالغ فيها أو تدفق عاطفي مبتذل (بحاول/ بتكنيك متوازن /رسم خطة للتعبير عن حزني بترفع..)

وهى لا تقلق من مظاهر النص الغريب ،اعتمادا على اصالة التجربة التي وراءه ( حاجات ملمسه معانا ف شوية نقط/حتى /لو ماكنتش كلمة مفهومة لأول مرة /تلاقيها / تتضح بمرور الوقت )

وحالتئذ يتقاطر ركام الأحداث الماضية (الذكريات) بحضور ضاغط (لو ليك ذاكرة فولاذية/ مابتنساش حاجة/ وعندها قدرة على ربط الأشياء ببعضها/ دامش معناه إنك سعيد/ معناه إنك ح تفضل/ تجر قطر من الذكريات /وتعرف حقيقة وجع الذكريات )

من جهة اخرى تقوم الذات التعويضية بكتابة هروبية ،تهدف إلى تخليص صاحبتها من الاثر الوجداني المزعج ،وصولا إلى السلام مع النفس (معايا/ الكتابة بتبتدي بتعبير يعجبني النهارده / مافيش انتاج يفتح للاعجاب باب ، ولا فيه سكة وصول للسلام مع النفس /التقارير الرقابية/ بتأكد سوء الحالة العامة/ وتهيئة وضع الانفجار )

ومن هذه الوجهة يحلو اختراع ذكريات ،تكون بمثابة احلام يقظة ،وحيوات متخيلة غايتها اكمال النقص فيما هو قائم. (صنعت عالم بديل بالذكريات ../ عملتزينة رمضان ف قلبي من ورق الشيكولاته /وجوازات السفر../بتذاكر الاوتوبيس ./ماتضحكوش../كل واحد حر ف ذكرياته اللي يخترعها ،/ويصدقها/ يكبرها شجر يضلل عليه/ أو يسيبها عيل صغير ف حجره/تضحكه../ وتاخده م الاحزان )

****

ابتداءً من الحداثة في القرن التاسع عشر ،أخذ الانسان ينفصل عن الطبيعة ، بعد ان كان في حالة اتصال قريبة منها، تراكمت غير بعيد عبر قرون كانت الزراعة فيها الانتاج الاساس ،ثم مع اختراع الآلة البخارية وانتشار الميكنة حدث ابتعاده، وقد أخذت افكاره وبيئته الجديدة تصبح طبيعة ثانية له. ومع تواتر نجاح العلم أتيحت له الفرصة ليعتقد بإمكان سيطرته الكاملة على الطبيعة ،وتحقيق السيادة الموهومة! على الأرض.

ازدواجية الموقف تتجلى في رؤية أمينة عبدالله من الشيء والطبيعة عموما (باكره المناديل الورق/فيها دموع عشاق،/ عرق لقى/ وجيش اطفال ممكن يحتل العالم ./المناديل الورق/ عامية ماعندهاش شفقة /بتمسح كل الحاجات /بنفس الحياد /المناديل الورق/ ما بتنفعش ذكرى /ما فيهاش كتابة ع الحرف./ عليها كل غباوة التكنولوجيا. )

تنزع الذات في أوان بحثها عن التعويض إلى الشعور بالالفة مع الطبيعة وتكوين علاقة مع الشيء ،ترمي في ذروتها إلى إلغاء الحدود والاختلافات النوعية بين الانسان والطبيعة واتحادهما في كيان متجانس موحد.

(مين حكم/ بأن الحاجات ما بتحسش؟/ دا انا ساعتي/ لو حد غيري لبسها /مابتمشيش )

وعلى النقيض من هذا ،فان كل علاقة يضفيها الانسان على الشيء هى بلا اساس، وناتج إسقاط مشاعره الباحثة عن تجسد لها .بينما الشيء في الطبيعة محايد ،مفارق للطبيعة البشرية بكل مظاهر نشاطها، يعزز غربة الكائن وسط كيانات تتضخم على حساب قيمته. ( صحيح المكان بيفرح بصحابه /والارض بتعرف ناسها ؟/ طب التربة ازاي مفتوحة ومستنية/ ازاي قادرة تلم عضامنا/ وترابها ابيض مع اننا الوان؟/ ازاي الارض بتعرف ناسها وهي محطات /عليها الرايح جاي. !)

****

تتردد في الديوان هوة بين الفكر والجسد، وبالنظر الى وضع المثقف في العالم العربي ،نجده يعيش تمزقا بين عقله وطبيعة جسده، فهو يستقبل الانتاج الفكري للحضارة الغربية منذ نشأته حتى شذرات ما بعد الحداثة والنقد الثقافي، بينما يعيش في ظرف اجتماعي وسياسي ينتمي للقرون الوسطى .بحيث تفرض عليه العزلة وتتعمق الفجوة بين ما يعتمل في فكره وما يحيط كيانه في واقعه المعيش.

(بامشي عكس طبيعتي باستمرار/واخلي وشي المتجهم عادي /مانتاش تتاكد من فكرة /ان ده وش مرهق ولا حزين/ان ديه عين سرحانه ولا مركزه عليك/ كل مرة اتسأل ايه رحتي فين؟/ كنت بافرح اني قدرت احيد ملامحي/ وان الناس حواليّ مجرد اصوات بتخرج لمجرد ودان /كنت باهرب /جوا نفسي /كل ما يكتروا حواليّ)

لدى الشاعرة تركيز وانشغال بالجسد كمخزون للخبرة مع اشياء العالم الواقعي ،وبوابة حدود يتميز بها الفرد عن المجموع وتتجدد مسالة الصراع بين الانفراد والوحدة. (مهم قوي /وانت ماشي ف الشارع/ تبقي عارف حجم جسمك/ والمساحة اللي /ح يشغلها لوحده/ او وهو معاه حد. )

وفي ذلك رجوع مطمئن غلى حقائق مادية صغيرة تخص الانسان في حميميته، بعد ان حُبس هذا الجسد بتعسف داخل مفاهيم موروثة ومستحدثة .مثال تشييء جسد المرأة وتناوله في البروباجندا الاعلانية كمروج للسلعة، وتنميط جسد الانسان بتزييف حقيقة وجوده المحسوس. (اتعوِّدتْ على غباوة المكياج/ وشها المطاط حيادي / بيصدر الشعور بأهمية البلاستيك/ ويأكد ع اللامبالاة. )

يتجاور في نصوص أمينة عبدالله المتعين والمجرد ،الملموس والفكرى المفهومي. متجاوزة ثنائية الكتابة الذهنية وكتابة الطبيعة الصامتة. وباستخدامها المحسوب للعنصر الذهني تعيد الاعتبار للفكرة كمجال حيوي في حياة الفرد المعاصر. يعدّ إلغاؤه تزييفا لحقيقة تعامله اليومي مع التكنولوجيا وثورة الاتصالات وطبيعة المدينة الحديثة.

أما المجاز فإنه مستخدم بحرص شديد يشير إلى نزعة عدم التصديق المنتشرة بين أجيال المبدعين الجدد (جيل الفين والتسعينات) حيال المجاز المنتفخ من استعارات مهولة منقطعة الصلة، وصور مصطنعة كاريكاتورية. في الوقت الذي يكتسب فيه الشيء المادي المتعايش معه وتفصيلة اليومي معناهما الشعري ومصداقيتهما في التعبير.

في النصوص الخمسة عشر الراصدة لشخصيات من خارج الذات .كانت الكاتبة دائما ما تنتبه إلى تنويعات على أزمتها هى. إذ أغلب الشخصيات المرصودة تعيش علاقات كثيرة ولا تجد فيها الحب ،وتظل غير قادرة على تجاوز وضعها طالما ظلت مفتقدة له. ( ايه /حكاية الوحدة اللي مالهاش حل ديه؟! /كل ما تهرب منها لحبيبة/ يحدفك الهرب للحبيبة بتاعة سن ال14 ..) وكذلك شخصية البحّار ( بس كذبتْ /لما داريت دموعك عن بنت حبتك ماحبتهاش / وقهرك لما حبيت وما تحبيتش )

وباستقراء الشخصيات نجد أن الكاتبة تتعامل معهم كالروائي الذي يرسم شخصية ثانوية تشكل ملمحا في شخصيته الأساس (الشخصية المرآة) أو تكون على طرف نقيضٍ منها تتعمق بها حدود الشخصية الرئيسية وتزيد من شدة الضوء الملقى على تفاصيلها.

حيلة البازل أنقذت الديوان من امرين ،الأول هو التناقض في نوازع النصوص ودلالتها مجتمعة ،لأن الصورة المتحصلة في النهاية (ذات الكاتبة) لا تخلو من تناقض في الرؤية والسلوك ،كما لا يخلو منها أي أحد. والثاني هو الابتسار والنقصان المخل بالمعنى في بعض النصوص وقد عولج ذلك بقضية ان النصوص تتكامل فيما بينها، ويبني بعضها على بعض مكونة الصورة الكبيرة = نهاية وهدف البازل.

لكن تبقى بعض النصوص غير قادرة على تحقيق الشعر. ولم تشفع لها أي حيلة . مثل (بيتهيء لي /اننا زهقنا م العنف/الخمره /الكمبيوتر../ والفساد../بيتهيء لي اننا محتاجين شوية/ رومانسية.) فهذا نسمعه على ألسنة المذيعات ،وفي بعض مقالات الجرائد،ولا أعرف لماذا كتبته الشاعرة.

صالح أحمد

الاسكندرية

مارس 2008